إستراتيجيات التطوير

ما هي فلسفة التربية

ما هي فلسفة التربية

التربية والتهذيب كما العلم هما غايتان عظيمتان من غايات البشر خلال حياتهم، فالتربية هي التي تحدد سلوك الإنسان مع محيطه من بشر أو جمادات أو باقي المخلوقات، أما التعليم فهو الذي يكسب الإنسان تعمقاً وفهماً في القوانين التي تحكم هذا العالم، كما أنه يعتبر الوسيلة التي يستطيع الإنسان بها تحديد خياراته وتوجهاته الفكرية والعقلية، كما يستطيع به بناء على التراكمات أن يبني خبرات هائلة في علم معين أو مجموعة علوم مما يضيف إلى حصيلة المعرفة البشرية الكم الهائل من الإنجازات العلمية في كافة الحقول. لهذا يجب أن تحظى هاتان العمليتان التربية والتعليم باهتمام الجهات المسؤولة في الدولة والمختصين والأهل وكل من له علاقة بهما من قريب أو بعيد، نظراً لأهميتهما القصوى في إنشاء الأجيال الجديدة وتأهيلها لتكون قادرة على التقدم والنجاح وقيادة بلدانها نحو القمم العالية.

ففلسفة التربية أو التعليم، هي ما يعنى بدراسة طرق تتطوير التربية والتعليم وتحسينهما المستمرين على امتداد الاجيال المتعاقبة ومحاولة إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تعترض هاتين العمليتين، ونظراً للتباين الشديد بين المفكرين والفلاسفة واختلافهم في طرق تفكيرهم والتي تتأثر بمحيطهم وواقعهم بشكل رئيسي، فقد وجدت عدة أنواع لفلسفة التعليم عبر امتاد العصور والأزمان والحقب، ولكل نوع او مدرسة رواد تلقفوا أفكار هذه المدرسة وعملوا على تطويرها بما يصب في خدمة الصالح العام بين الناس، ومنها المذهب المثالي ومن رواده أفلاطون وكانط، أما المذهب الواقعي فقد أثر في أرسطو وابن طفيل وابن سينا وجون لوك وجان جاك روسو، أما المذهب البراغماتي فمن رواده جون ديوي وويليام جيمس وريتشارد رورتي، وهناك الفلسفة السكولائية وقد أثرت في جون ديوي ووليام جمس، بالإضافة إلى العديد من المدارس والمذاهب والأفكار الأخرى والتي استطاعت سلب عقول العديد من الرواد والمفكرين والفلاسفة حول العالم أجمع.

 

وما يعانيه العقل العربي من مشاكل تربوية وتعليمية، هو بسبب عدم الدراسة الجادة والموضوعية لهذه الأساليب وهذه الفلسفة، فأغلب من يدرسون التخصصات التربوية في الجامعات الرسمية والخاصة في دولنا العربية هم من لم يجدوا أي تخصص آخر يقبل بهم بسبب تدني معدلاتهم في الثانوية العامة، هذا عدا عن النظرة الدونية لدارسي هذه التخصصات خصوصاً ممن درسوا العلوم والتخصصات العلمية كالطب والهندسة، فهذه الثقافة المنتشرة في مجتمعاتنا أفرزت سياسات تعليمية وتربوية فاشلة أوصلت الأجيال إلى ما هي عليه الآن، وأوصلت العملية التعليمية أيضاً إلى قاع القاع، وكم أحيي جميع من درس هذه التخصصات عن رغبة واقتناع تامين وإرادة جادة في الإصلاح والتغيير.