كيف تحصل على وظيفة تتطلّب خبرة أكثر مما تملك؟
حسناً، فلنتحدّث بصراحة، إن كانت إجابتك هي: “أن تبحث عن الواسطة المناسبة”، فلا داعي لأن تقرأ المقال.
وإن قررت إكمال القراءة لسببٍ لا أعلمُه، فمن واجبي تحذيرك بأن هذه المقالة ليست للتقليديين، وأنها مُجرد محاولة لكسر مُعادلة “الوظيفة تحتاج لخبرة، والعكس بالعكس”.
أتعلم كيف تتم تصفية السيَر الذاتية؟
أنت تعلمُ قبلها بأن هذا هو اليوم المشؤوم للتصفية، فتُحضُّر أثقل ما يُمكن من القهوة، وتمر بعشرات أو مئات وأحياناً الآلاف من الإيميلات الباردة المُرفق بها سيرة شخصٍ ما لم يكترث بإعطائك أكثر من عشرِ ثوانٍ من وقته الثمين لإرسال هذا الإيميل.
ما يجعلك تُقسم بألا تُعطيه أكثر من ذلك في تصفّح سيرته الذاتية السمجة، وتنقلها إلى ملفٍ يحوي أمثاله ممن يظنون بأنهم أذكى ما مشى على الأرض.
إلى أن تصل إلى قُرابة عشرين موظفٍ مُحتمل، فتتصل بكل واحدٍ منهم، لتُفاجأ أو لا تُفاجأ -حسبما كانت قهوتك- بأن لم يحضر منهم غير اثنين أو ثلاثة.
حسناً .. اترك وجهة نظرك للأمر جانباً، وتقمّص شخصية مسؤول مواردٍ بشرية لوهلة، وفكر في هذين السؤالين:
- لم عليّ تعيين شخصٍ بخبرة وظيفية قليلة، أو بلا خبرة؟
- يأتيني العديد من ذوي السيَر الذاتية الضخمة، لمَ عليّ أن أضعك في اعتباري؟
والآن، تأمل التعريف المُبسّط للخبرة:
هي المهارة أو المعرفة الناشئة عن مُراقبتك أو تعامُلك مع حدثٍ أو نشاط.
لنُفكر سوياً في الأمر…
مسؤول الموارد البشرية يُريد شخصاً بإمكانه القيام بالمهام المُعلن عنها، ويأتيه العديد من السيَر الذاتية، حتى أن عملية الفلترة الأولية قد تأخذ أياماً.
ومن ناحيتك، فهذه ليست واحدة من الوظائف التي رأيت إعلانها ففكرت بـ: “يمكنني القيام بذلك إذا أردت”، بل كان رد فعلك أن بدأت تلقائياً بالبحث عن المزيد من المعلومات عن الشركة مُفكراً: “سأود حقًا القيام بهذا”.
مُعظم السيَر الذاتية تحوي “الوصف الوظيفي” للمناصب التي شُغلت، أي ما يُفترض أنه قد حدث، وليس ما حدث فعلاً.
سيرتك الذاتية ستحوي إنجازاتك وأفعالك، حتى وإن كان في نشاطٍ طُلابي، أو تطوّع، أو مشروعٍ صغير (أي لم تكن وظيفة) وسيتم ترتيبها لتكون النقاط الأقوى في المُقدمة لتجذب الانتباه في بضع ثوان.
هذا لطيفٌ حقاً، أليس كذلك؟
كلّا، لازلت لا تمتلك “الخبرة المناسبة”، فمسؤول الموارد البشرية ليس بوسعه أن يرى قدراتك الرهيبة وحماسك المُلتهب للقيام بالوظيفة، إلا لو امتلك قدراتٍ خارقة واستطاع مراقبة حماسك من وراء الشاشة، سيوفّر هذا الكثير من الوقت، وسيخيفُك بشدّة!
عليك بنقل حماسك عبر ما يُعرف بـ “خطاب تغطية” أو Cover Letter
وللخطاب مُهمة واحدة فقط، هو شخص لا يعرفك، لم يرك من قبل، لم يسمع عنك من قبل، لا يملك عنك انطباعاً، ولست مميزاً عنده في شيء، ولا تملك الكثير من وقته حتى.
ابدأ من هُنا، اجعله يكوّن عنك انطباعاً من خلال كلماتك، اجعله يرغب بأن يراك، أنت فعلاً شخصٌ مُثير للاهتمام، اجعله يرى ذلك، يمكنك أن تقُص حكاية إنجازٍ ما ذا علاقة مُباشرة بطبيعة الوظيفة، قُم ببحث مُوسّع عن الشركة، وما يمكنك تقديمه من خلال تلك الوظيفة، وكيف ستقوم بحل مشكلة، أو تُضيف المزيد. ماذا ستقدم للوظيفة ولهم؟
لست مُتأكداً من قدرتك على فعلها؟ اسأل صديقاً!
نُريد من هذه الخطوة أن ننال: “لِم لا؟ يبدو كشخصٍ قد أود مُقابلته”
أتعلم ما هي المهارة التي تتجه إليها الشركات حالياً؟ حتى الأفراد على المستوى الشخصي يتجهون لها ويسعون لإتقانها في أقرب وقتٍ مُمكن … حتى أنك ستراها في غضون بضعِ سنواتٍ كجزء من مهام العمل؟ تقليل النفقات.
“نحتاج شخصاً قادراً على إدارة حملة تسويقية بأقل نفقات ممكنة” تكون في أذهان المعظم، وعلى لسان البعض … وهذا مُجرد مثال.
ماذا لو كنت أنت في حد ذاتك تقليلٌ لنفقة الشركة؟
- تستطيع القيام بالمهام المطلوبة، وستود فعلاً القيام بها.
- ستتعلم كيف تقلل النفقات في نطاق وظيفتك، أو تزيد العائد بنفقاتٍ أقل (الفاعلية).
حسناً، فلنتحدث بصراحة، أنت لا تمتلك الخبرة، وتعلم ذلك، وهو يعلمُه، اطلب ما يُناسبك من المرتب كبداية، واتفق على مراجعة المبلغ كل فترة مُعينة كونك ستزداد خبرة وكفاءة مع الوقت، والأسعار في ازديادٍ عموماً.
هناك جزءٌ صعب في الموضوع…
عليك أن تُظهر مهاراتك بالكامل، حتى وإن اضطُررت لأن تُجهز خطة لما ستفعله في وظيفتك وتأخذها معك إلى المُقابلة الشخصية، وخلال ذلك عليك ألّا تظهر كمُتعجرف او مغرور.
هي مهارةٌ صعبة في العموم، ولكنها ممكنة، تمرّن على صياغة الكلام قبلها، وضع صديقاً في دور المسؤول وعدّل لتصل للصيغة المناسبة.
مربط الفرس هنا هو أن تُظهر بشكلٍ قاطع، لا شك فيه، أن بإمكانك القيام بالوظيفة، وستود ذلك، وستتميز فيه، حتى وإن اضطررت للموافقة على فترة تجريبية لأدائك فيها.
إلى جانب ذلك، عليك طبعاً تعويض فارق الخبرة.