دروس هامة من واقع الحياة لحديثي التخرج
حسنًا، لقد أتى ذلك اليوم أخيرًا. وفي النهاية، تمكّنت من التخرج واستحققت بجدارة أن تنال تلك اللحظة العظيمة لكي تستمتع بها. ولكن ثق بي عندما أقول لك أنه عندما تبدأ الحياة العملية على أرض الواقع، ستتذكّر سنين الجامعة كأفضل أوقات حياتك.
وإذا كنت مهتمًا لمعرفة ما ستؤول إليه حياتك من هذه اللحظة، فسيمنحك هذا المقال فكرة عن ذلك. إليك بعض الدروس الحياتية المفيدة لحديثي التخرج.
استمتع بنجاحك في الفترة الأخيرة
لا تدع هذه الفترة تضيع سُدى. قد لا تمنحك الحياة بضع لحظاتٍ أخرى لتحظى بنفس الشعور من السعادة، لذا احرص على أن تستمتع بكل لحظة فيها. وبالطبع، لا تتشبّث بذلك الشعور لفترة طويلة؛ حيث سيقوم بإعاقتك إذا لم تتجاهله في الوقت المناسب. فكّر في الموضوع من هذا المنطلق: غداً ستدخل في تلك الفجوة من الوقت التي تفصل بين يوم تخرّجك واليوم الذي ستحتاج فيه أن تركض في سباق محموم في سوق العمل كي تثبت جدارتك.
قريبًا، سوف تحصل على وظيفة وتبدأ التفكير حول كيفية تطوير نفسك بجدية في مهنتك. كلما كرّست نفسك ووقتك لتحقيق ذلك الهدف، كلما شعرت بإنك محاصر؛ حيث أنه ولكي تتخرّج من الجامعة بذلت مجهوداً مضنياً بالفعل، ولكن إذا أردت أن تتقدّم في مهنتك، فستحتاج إلى بذل المزيد من التضحيات.
الانتهاء من فترة الدراسة الجامعية هو إنجاز مذهل حقًا وتستحق أن تكافئ نفسك بالاستمتاع بذلك الوقت. كرّس وقتًا أكثر في فعل ما تحب. سافر إلى بلادٍ أخرى – فربما تحصل على أفكارٍ جديدة تجعلك تفكّر مليًا فيما تود لحياتك أن تؤول إليه. وهدفك الآن أن تتأكد من أن تحظى بكل المرح والبهجة في تلك الفترة حتى لا تندم بعد انتهائها على أي شيء.
واجه واقعك الجديد
نعرض هنا واحدة من المشكلات الرئيسية التي ستحدث لك بعد تخرجك. فأثناء دراستك، تكون هناك اختبارات نصف العام وآخر العام. تعتبر تلك الاختبارات مسؤوليات مفروضة عليك، وبشكلٍ ما، فهي أيضًا أهدافك التي تسعى لتحقيقها. وطالما تمتلك تلك الأهداف، فأنت تعلم طريقك الذي عليك أن تسلكه.
بالإضافة لذلك، يتم تقديرك وقياس مستوى معرفتك بشكل دقيق. لذا وطالما تحصل على درجات مُرضية، تتشكّل لك تلك الفكرة عن نجاحك في التقدم وأن حياتك تسير في وجهتها الصحيحة. وعندما تنتهى أيامك كطالب دراسي، حيث لا توجد اختبارت أخرى، فلن توجد أي وسيلة لمعرفة إذا ما كنت تسلك الطريق الصحيح أم لا، وهذا يُعدّ مربكًا للغاية.
اختياراتك هي ملك لك، وكل فشل تختبره تعتبره فشل شخصي على مستوى أعلى من ذي قبل، والذي يمكن له أن يؤثر على ثقتك بنفسك بدرجة أكبر من أي اختبار رسبت فيه. سوف تختبر درجات جديدة من الضغط للقيام بشيء قيّم وعظيم أثناء شبابك، ولكن من المحتمل أنك لن تمتلك أدنى فكرة عن ماهية هذا الشيء أو كيف ستقوم بردعه. سيكون ذلك أشبه بسماعك لتلك الساعة الداخلية وهي تخبرك كيف استهلكت يوم آخر من حياتك.
ومما لا شك فيه أنك ستدرك أن معرفتك النظرية لن يتم تقديرها في سائر العالم الواقعي. أهم شيء الآن هو هل تمتلك ما يتطلبه الأمر لأداء عملك بشكل صحيح أم لا. وبشكلٍ ما، تتعلّم مجددًا من البداية. لذا، اربط حزام الأمان وابدأ اكتساب مهارات جديدة ومفيدة لخلق شيء يتم الاعتبار به.
إذا كنت تظن أن معرفتك النظرية ستساعدك لتصبح معلمًا جيدًا، فكّر مليًا. فيتطلب الأمر كمًّا هائلًا من تطوير النفس لتصبح معلمًا جيدًا. تقديم وفرة من الحقائق فقط ليس كافيًا لتحقيق ذلك.
ابدأ البحث عن عمل
الحصول على وظيفة سيغيّر من حياتك بشكل كبير. من المؤكد أنك لن تحصل على الكثير من وقت الفراغ مثل ذي قبل، وغالبًا لن ينتهي بك المطاف وأنت تفعل ما قد عزمت النية مُسبقًا على فعله، ولكن مع الدخل المادي يأتي الاستقرار. بكلماتٍ أخرى، من الأفضل لك الحصول على وظيفة وحياة رتيبة فضلاً عن استرخائك دون أي منفعة لك أو عليك. وعندما تأتي اللحظة لتبدأ حياتك الجادة، ستحظى برؤية أفضل لما عليك فعله لتحسين أسلوب حياتك، بالإضافة إلى أنك ستتقدم في اكتساب المزيد من المهارات العملية.
وبالطبع، لا يعني ذلك أنه عليك أن تقبل بأي وظيفة تعبُر طريقك. ابحث عن وظيفة لها فوائد كثيرة فضلًا عن مجرد حصد الأموال. اضمن أن صاحب العمل يقبلك كعنصر فعال وذو قيمة لفريق العمل، وأن تحصل على عرض العمل كتابيًا، وتتأكد من أسلوب الدفع والفوائد، وقم برؤية إذا ما سيقتطع ذهابك اليومي لهذا العمل جزء كبير من وقتك، وإذا تمكنت من الحصول على الوظيفة التي تريدها، ارسل جواب شكر لموظفيك لتُظهر امتنانك وتقديرك لمنحهم تلك الفرصة إليك.
يتعين عليك أن تبدأ بادخار المال بمجرد بدءك في الحصول عليه. فمن الجيد أن تقوم باستثمار كبير يدهشك في المستقبل فضلًا عن لحظة رضا زائفة وسريعة الزوال نتيجة إشباع رغبة تافهة. قد يبدو ذلك شاقًا قليلًا، خاصًة إذا ما زلت تحاول أن تتأقلم على أسلوب حياة جديد.
جرّب العمل الحر
فلنفترض أنه لا توجد وظائف متاحة، أو أنك ما زلت لا تعلم كيف تترك انطباع أول جيد لدى أصحاب العمل. عليك أن تطوّر من ثقتك وتملأ ملفك الخاص بأعمالك، لذا يعتبر العمل الحر أداة مفيدة وعظيمة لحل تلك المشكلات. وبينما تعمل كعامل حر، ستكون قادرًا على حصد بعض الأموال وتطوير مهاراتك في نفس الوقت.
لا يرغبون في توظيف شخص لا يمتلكون دليلًا يدعمه للوثوق به. ومن حسن الحظ، ستقوم غالبًا بالمراسلة عبر الرسائل أو البريد الإلكتروني، لذا سيكون من السهل أن تترك انطباعًا جيدًا. سيتوجب عليك أن تقبل بعض الوظائف التي لن يكون مقابلها المادي مناسبًا في البداية، ولكنك ستضمن مصادر عمل وردود أفعال جيدة.
للبحث عن عروض عمل. توجد هناك العديد من المواقع الإلكترونية زُر بعض المواقع المختلفة التي يستغلها الناس لعرض وظائف كتابية، أو وظائف التصميم، أو إعداد الصوت والفيديو والتصوير..إلخ. بالإضافة لذلك، إذا أردت أن تنمّي مواهبك ككاتب، ابدأ بصنع صفحتك الخاصة للكتابة وزُر المواقع التي تدفع للمساهمين في الكتابة على موقعهم. توجد كذلك مجالات للعمل تبحث عن عُمال حرفيين، لذا إذا كنت تمتلك مواهب خاصة، عليك أن تبحث في تلك المجالات عن وظيفة لك.
تذكّر أن تدّخر مالك. وإذا عملت كعامل حر، فلن يمكنك الاعتماد على أن هناك دخل شهري ثابت، مما يجعل إنفاق الكثير من المال أمر خطير للغاية ومرفوض تمامًا، فإن آخر ما ترغب به هو الانتحار المادي، لذا خذ متسعًا من الوقت لتنظيم ميزانيتك بشكل مناسب.
لا تتخلى عن أحلامك وشغفك
وأخيرًا، لا تُدِر ظهرك لأحلامك وشغفك، فإنها تلعب دورًا جوهريًا في تكوينك ومعرفتك لنفسك، ويأتي الإحساس العظيم بالإنجازات عندما تسير في الطريق الصحيح. ربما لن تحصل على ما تريد من الوقت، ولكن مع التنظيم الجيد، ستتمكّن من إيجاد الوقت الكاف لفعل شيء مثمر. إذا كانت وظيفتك مختلفة كليًا عما تحب، فعليك إما أن تبحث عن وظيفة جديدة أو تعتبرها وسيلة لغايتك – وسيلة تساعدك في تجميع مصادر كافية لتعمل في وظيفة جيدة تحبها.
نتمنى لك حظًا وفيرًا في محاولاتك المستقبلية، لأنه وفي الحقيقة، لا نستطيع جميعنا أن نصبح نجومًا وأساطيرًا في عالمنا اليوم. لنحافظ على أهدافنا واقعية. إذا بذلت المجهود اللازم لتصل إلى ما هدفك، ستصل إليه في النهاية. وتذكّر: من الطبيعي تمامًا أن تغيّر طموحاتك وأن تبدأ في العمل تجاه تحقيق إنجازات أخرى مختلفة.