5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة
قبل أيام وقعت عيني على فيديو بعنوان The ” Last Lecture ” لـ” راندي باوش ” الذي لم يفكر قبل وفاته في نفسه وفي عائلته بل فكر كيف سيقوم بعمل يفيد البشرية بعد مماته. فمن خلال هذه المحاضرة تحدث عن ثلاثة محاور فقط كان أهمها ” الدروس المستفادة ” وهذا ما يعني أن تجارب الاخرين فرصة للتقدم اما بالتطوير أو بتخطي عثرة وهذا ما أحاول جاهداً فعله هنا من خلال هذه السلسلة..
لذا سوف أتحدث اليوم عن خمسة دروس جديدة تضاف الى خمسة دروس سبقتها قد تفيدك في طريقك الريادي .
توفير بيئة عمل إيجابية وجاذبة :
ان التحديات الكبرى التي تعانيها الشركات اليوم في الحصول على الموظفين الاكفاء والمهرة تكمن في مسألة المحافظة عليهم بتكوين بيئة عمل جاذبة تتحول فيها الإدارة التنفيذية من إدارة الناس الى إدارة بيئة العمل و يتحول فيها المفهوم من الدور الرقابي الى تذليل العقبات فان كنت لاتزال تعتقد أن الموظف عبداً يعمل لديك فقد تجد نفسك خارج هذا الكوكب فالمفهوم الحديث تحول من العمل ” لديك ” الى العمل ” معك ” هذا التغيير قلل من التسرب الكبير وزاد من الولاء الذي يكون نتاجاً لتطبيقك أحد أساليب الجذب التالية :
1-توفير بيئة خلاقة , إيجابية .
عملت شركة Kinko`s منذ نشأتها على الالتزام بتوفير شتى سبل الراحة لموظفيها فقد حرص المؤسس بول على اكتشاف قدرات موظفيه وتوظيفها بالشكل السليم وهذا ما بث الرضا والسعادة على أوجه العاملين وكون ما يسمى بالولاء , لذا اهتمام بول بالتفاصيل و بالأمور النفسية والاجتماعية لموظفيه قلل من عملية تسرب الموظفين بشكل كبير وعمد أيضا على اعداد نظام تقاعد ونظام اقراض يضمن للموظفين حياة هانئة عقب التقاعد .
2-تقدير العاملين ومكافأتهم يلبي حاجتهم الأساسية :
الرواتب والمغريات التي تقدم مع كل وظيفة هي ما تدفع الناس للقدوم اليك لكنها لا تعزز من بقائهم لديك فالحاجات الإنسانية الشعورية تحتاج الى اعتراف بها وتقدير لها وهذه حاجة جبل الناس عليها لذا عمدت شركة Kinko`s الى اشراك العاملين في عملية تطوير الشركة بالمقترحات مقترنا بنظام مكافآت مغري . كما كانت تقدم وجبات طعام مجانية يوم الجمعة تقديرا لجهودهم طوال الأسبوع وترتيب نزهات جماعية بأماكن ترفيهية والتي من شأنها أخذ بيئة العمل الى عوالم أخرى من الثقة المتبادلة والولاء التام .
3-المشاركة , المشاركة , المشاركة .
لا شيئ يبدوا أسوء من فكرة تطويريه يقدمه الموظف لتجد نفسها بين أكوام الأوراق على طاولة مدير مستبد .
طبيعة الناس البشرية في المشاركة في التحسين والتطوير لا تقتصر على المدراء التنفيذيين بل حتى العاملين لديهم الحق أيضا في ذلك فهم يريدون أن يشعروا بالملكية من خلال اسهامهم بالافكار والمقترحات لذا نجد شركة Kinko`s تقدم مسابقة باسم ” مسابقة الأفكار ” والتي تبني الثقة بين الموظف والإدارة العليا في سماع أصواتهم والأخذ بآرائهم فهذه المسابقة السنوية يقول عنها بول أنها كانت ذات فعالية أكبر من قسم التطوير بالشركة لأنها نبعت من الملاحظة وتحولت الى فرضية قابلة للتطبيق وكانت الجائزة أسبوع مدفوع الاجر الى ديزني لاند ويغطي غيابهم المدراء في الفروع .
4 شعارات كانت السـبب في جعـل ” أبل ” شركـة ثـوريـة
4-تطوير المهارات والامكانيات .
ان مسمى الوظيفة لا يقتصر أبداَ راتب تتقاضاه وعلاوة سنوية قد تفرحك لحظات, الوظيفة التي لا تقترن بالتطوير تصبح مسمى خالية من مفهومها الحقيقي فالموظفين المهرة لن يبقوا في مكان لا تتضح فيه معالم مستقبلهم مهما كانت الاغراءات وهذا الشعور ينقضي بوضع خطة تنموية لجميع العاملين لذا عمد بول في Kinko`s الى تقديم منح دراسية للموظفين كمكافأة على تميزهم وكان لها مفعول السحر على الموظفين .
5-عملية التقييم والقياس .
الغرض الرئيسي من أي تقييم هو لقياس التقدم ومعرفة التغيير الذي طرأ على الشركة جراء تنفيذ قرار ما أو لمعرفة سير النظام في الشركة فـ بول عندما كان يفكر في افتتاح فرع جديد في كل مرة كان عليه اختيار المدير المناسب وهذه تمر بمرحلة خاصة لدى بول فقد كان يتوجب على كل من يرغب في إدارة محل جديد أن يبدأ بملغ 2000 دولار فقد كان يقيس قدرتهم على توفير مبلغ كهذا كما كان يطلب منهم ان يجروا مكالمات هاتفية معه ويرسلون له رسائل يقيس من خلالها تصرفاتهم ومسألة التواصل مع الاخرين .
اخلق فلسفتك الخاصة
ان طريقة العمل الروتينية المملة لن تجعلك على الاذهان كـ صانع انجاز وصاحب تأثير , فالحياة لا تبتسم لنائم سوى بأحلامه .
ان الابتكار , خلاق وتأثيره يبعث على الدهشة دائماً وكلنا يعرف شركة Lulu التي قدمت للعالم اليوم نموذج عمل أربك دور النشر و تفكيرها الضيق الأفق . فقد عمدت الى أنشاء منصة تقدم النشر الذاتي وخدمات الطباعة والتوزيع حسب الطلب وهذا ما ساعد الكتاب المبتدئين في النشر نظرا للتكاليف المخفضة فيما لو قارننا هذا الامر مع دور النشر المكلفة جداً , هذه الفلسفة مكنت شركة Lulu من خلق فلسفتها الخاصة فقد نشأت من تطوير الصناعة كمبدأ و مساعدة الكتاب الناشئين كـ قيمة مضافة مثل هذه الفلسفة مهمة للشركات الناشئة فخصوصيتها عامل تسويقي مهم لجذب العملاء و طوق نجاة من بقية المنافسين .
خدمة العملاء فن
ان خلق بيئة ملائمة لاحتياجات العميل تشجعه على الشعور بالولاء والراحة وخلق هذه البيئة لن يتحقق دونما اهتمام بوجهات نظر الطرف الاخر فالعميل على حق دائماً في عالم الاعمال .
Amazon ممثلة في شخصية جيف بيزوس يعتبر همها الأول والأخير هو راحة العميل فهو يولي رضا العميل أهمية قصوى من خلال تلقيه للشكاوي على بريده الخاص وهذا تحدي كبير لثقته بملائمة ما يقوم به للعملاء فهذا الاهتمام يصل أحيانا الى حد الجنون ففي العام 2010 ، كان جيف بيـزوس على وشـك إغــلاق ” قســم التسويق عبــر البريد الاليكتروني “ ، والذي كان يدر ملايين من الدولارات من المبيعـات للشــركة ..والسبب ؟
أن العمــلاء أرسلوا إليه شكــاواهم بشعــورهم بالحــرج من بعــض الايميــلات التسويقية التى وصلتهم عن بعض ” منتجــات التدليـــك غير اللائقة ” بعد تصفحها على أمازون دوت كوم !
عبقرية في الانتشار
ان عملية الانتشار الذكية تكمن في عملية تطويع الأدوات التي في متناول الجميع للتسويق عن منتجك او خدمتك بشكل ثوري وهنالك العديد من الأمثلة استخدمت أدوات بسيطة مكنتها من الانتشار السريع والوصول الى شريحة أكبر .
1-استخدام التاريخ ذو التأثير القوي :
عندما اطلقت شركة هوتميل الخدمة لأول مرة لعموم المستخدمين كانت في 4 يوليو 1996 وهو يوم عيد الاستقلال في أمريكا، وذلك حتى تكون رمزًا للتحرر من الرسائل الإليكترونية المرسلة عن طريق مزود خدمة الإنترنت، ولقدرة المستخدم على الوصول إلى صندوق البريد الوارد الخاص به من أي مكان في العالم.
2-استخدام العاطفة :
استخدمت شركة Toms العاطفة لترويج منتجاتها وبناء السمعة من خلال فرضية بسيطة : فـ مع كل حذاء تقوم بشرائه , شركة Toms ستعطي حذاء هدية لطفل في حاجته .
أيضا قامت بـ فكرة جديدة شراء القهوة من مزارع أفريقية وسيتربع بمقابلها بماء للشرب لبلد المنشأ .
3-استخدام وسائل التواصل الاجتماعي :
هنالك الكثير من الأمثلة على شركات استخدمت وسائل التواصل في الوصول الى جمهورها بطريقة ذكية ولعل اقرب مثال يحضرني الان هو #فطور_فارس الذي نشأ من هاشتاق لمؤسسه فارس التركي الذي استغل شعبية تويتر الجارفة في السعودية لناء علامته التجارية من خلالها والتي ترتبط اليوم ارتباطا وثيقا وبسائل التواصل وهذا التأثير انعكس حتى على التصاميم الداخلية للمطعم وتعتبر تجربة مثالية في كيفية استخدام الأدوات البسيطة والمتاحة لبناء قيمة .
وهنالك العديد من الأمثلة حول هذا الجزء من الموضوع قد أخصص لها موضوع مستقل لاحقا .
لا تستسلم بسهولة ولا تصر بشكل أعمى
تتمثل شركة زيروكس للطابعات في هذا الدرس فعندما قامت شركة زيروكس بصناعة اول طابعة كان من الاستحالة بمكان اقتناء هذه الطابعات من قبل الافراد والعديد من المؤسسات نظراً للتكلفة العالية للمنتج ثم ذهبت الى استشاريين لحل هذه المشكلة لكنهم عادوا خائبين فلم يتوصلوا الى نموذج عمل يتم فيه توسيع الشريحة المستهدفة الى ان توصلوا الى فكرة استبدال عملية البيع بالتأجير التمويلي وهذا ما مكن الجميع من الاستفادة من هذا المنتج وما مكن زيروكس من الوصول الى نموذج عمل مميز ومستدام .
التجارب العظيمة خلقت لتروى , و للدروس خطايا تجتنب وأساسيات تطبق وهذا ما يدفعني لإكمال هذه السلسلة من دروس رواد الاعمال لإثراء المحتوى الريادي .
المصدر: Arageek.com
