كيف تكتب خطاب الغرض من الدراسة لتضمن قبولك في الجامعة التي تتمناها؟
يُعتبر كتابة خطاب الغرض من الدراسة (Personal Statement) أحد أهم الخطوات في التقديم للجامعات أو المنح الدراسية أو أي فرصة يسعى كثيرون للحصول عليها، لذلك عليك تخصيص مزيد من الوقت للتعرف على الطرق والوسائل التي تُمّيز بها خطابك عن مئات الخطابات الأخرى.
وقبل التطرق للنصائح التي نوجّهها لك أثناء كتابة خطاب الغرض من الدراسة، سنقوم بتعريفه أولًا .
ما هو خطاب الغرض من الدراسة؟
خطاب الغرض من الدراسة أو الخطاب الشخصي (Personal Statement) هو خطاب مكون من صفحة أو صفحتين، وهو أحد الأوراق التي تقوم بتقديمها للجامعة وأحيانًا التقديم لأي فرصة عمل، تقوم فيه بشرح وتوضيح أسباب اهتمامك لهذه الفرصة أو بالأخص لهذا البرنامج الدراسي، وأسباب ملاءَمتك لهذه الفرصة، تذكر خبراتك السابقة سواءً عمل أو نشاط تطوعي أو خيري، وتذكر مهاراتك ونقاط القوة في شخصيتك، إنجازاتك، أفكارك، وتأثير كل ذلك وعلاقته بجعلك مؤهلًا لهذه الفرصة، وبالطبع خططك المُستقبلية وكيف ستُساعدك هذه الفرصة التي تتقدم لها في تحقيق هذه الخطط.
فهذا الخطاب هو فرصة إذا أحسنت استغلالها تُمكّنك من إعطاء لجنة الاختيار صورة واضحة عن شخصيتك وإمكانياتك، وتُمكّنك من إقناعهم بأنّك تستحق أن تنال إعجابهم وقبولهم في هذه الفرصة التي تتقدّم لها.
في البداية قبل البدء في كتابة الخطاب، يُمكنك القيام ببعض الخطوات التي ستُساعدك على تكوين العناصر والنقاط التي ستكتب عنها في الخطاب:
- تعرّف جيدًا على الفرصة التي تتقدم لها وتأكد من أنّها الفرصة الملائِمة والأفضل لك، فإذا كنت تتقدّم للالتحاق ببرنامج دراسي في الجامعة، اقرأ عنه جيدًا، تعرّف على المقررات الدراسية به، تعرّف على مُتطلباته، تعرّف على فرص العمل الخاصة به، تحدّث مع بعض الذين تخرّجوا منه، فكلما تعرّفت على كل المعلومات الخاصة به، كلما ظهر ذلك بشكل كبير في الخطاب وكلما أصبح ذلك دليلًا على شغفك وتمسكك الشديد للالتحاق بهذا البرنامج.
- تحدّث مع أهلك وأصدقائك وأساتذتك عما يُميز شخصيتك، اسألهم عن نقاط قوتك، عن مهاراتك وقُدراتك وإمكانياتك، اسأل صديقك عن نقاط القوة التي ميزت شخصيتك عندما عملتم معًا فريق في إتمام مشروع ما، اسأل أستاذك عن التحديات التي استطعت تحقيقها في دراستك الأكاديمية، اسأل أهلك عن سماتك الشخصية التي تدفعك لمواجهة أي صعوبات في مُستقبلك الدراسي.
وهذه بعض النقاط التي يجب ذكرها في الخطاب …
1- اذكر أسباب اهتمامك لدراسة هذا البرنامج الدراسي
من الأفضل دائمًا أن تكون محددًا وتُخصّص أسبابك ودوافعك، لذلك يجب أن تذكر الأسباب التي دفعتك لاختيار هذا البرنامج الدراسي في هذه الجامعة بالأخص من وسط الآلاف من البرامج الدراسية الأخرى، ويمكنك أن تذكر أيضًا كيف قمت بالبحث عن هذا البرنامج وكيف شعرت بالحماس عند التعرف على مُقرراته، وبالطبع ستكون إضافةً جيدةً إذا خصصت نقطة مُعينة يُقدّمها البرنامج أثارت حماسك وإعجابك وكانت سببًا في تحفيزك على التقديم لها.
2- اذكر كم أنت ملائمًا للحصول على هذه الفرصة
كما ذكرنا سلفًا أنّه يجب في البداية أن تختار الفرصة الأفضل والأكثر ملاءَمة لك، في هذه الحالة ستُصبح أكثر اقتناعًا وتصديقًا في مقدرتك للحصول على الفرصة، وهذه القناعة ستؤثر تأثيرًا كبيرًا على إثبات كيف أنّك تلائم هذه الفرصة، فعامل الصدق والأمانة من أهم العوامل التي تُقنع الشخص الذي يقرأ خطابك وتؤثر فيه، لذلك يُمكنك أن تذكر ما الذي يجعلك دون غيرك ملائمًا لهذه الفرصة، وتقوم بشرح وتوضيح كم تُطابق قُدراتك ومُؤهِلاتك المتطلبات التي يبحثون عنها.
3- تحدّث عن نشاطاتك الإضافية التي قمت بها في مجالك
في هذا العنصر يُمكنك التحدّث عن أي نشاط إضافي قُمت به لتطوير معرفتك في مجالك (قد يكون تخصص البرنامج الذي تتقدم له أو تخصص الوظيفة التي تتقدّم لها)، قد تكتُب عن آرائك حول بعض القراءات التي قمت بها شخصياً في مجالك، قد تكون أطلّعت على بعض الكُتب أو الأفلام أو البرامج أو المواقع الإلكترونية، فلا شك أن سعيك للتوسع ومعرفة المزيد عن هذا المجال بدون الارتباط بتكلّيف من أحد يُساعدك في إظهار شغفك المُتعلّق بهذا المجال.
4- اذكر كيف أثرت خبراتك على استحقاقك لهذه الفرصة
يجب دائمًا أن تُنشئ العلاقة بين خبراتك وما مررت به في الحياة وبين رغبتك في الحصول على فرصة ما، فتذكر تأثير هذه الخبرات أو النشاطات التي قُمت بها في حياتك على تعلمك لبعض المهارات وتحفيزك وتطويرك في مجالك، وقد تكون هذه الخبرات عمل رسمي أو تطوع أو برنامج صيفي أو حتى زيارة لمتحف أو معرض فني أو مسرح، وقد تكون أحد المُسابقات أو التحديات التي اشتركت فيها أو أحد رحلات سفرك، فكل خبرة من هذه الخبرات لها تأثير على تطوير شخصيتك واكتشاف مهاراتك.
5- وكيف أثرت على اختيارك لمجال تخصُصك
يُمكنك أيضًا أن تذكر تأثير الخبرات والنشاطات التي قُمت بها في حياتك على اختيارك لمجال مُعين للعمل به دون الآخَر، وكيف كانت دافعًا للبحث عن فرصة تتعلّم وتقوم بدراسة هذا التخصُص أو لتعمل به.
6- اذكر ما تتميز به من مهارات العمل
لا تتردد في أنّ الشخص المسؤول عن قبولك في الفرصة التي تتقدّم لها سيود الاطلاع على مهاراتك العامة في العمل، فيُمكنك أن تذكر إمكانياتك في العمل وسط فريق أو قدرتك على الإنتاج بشكل أكبر أثناء العمل بشكل مستقل، ولتذكُر على سبيل المثال أيضًا مهارتك في إدارة الوقت وتنظيمه، أو ما يُميزك في القدرة على حل الأزمات والمشاكل والتعامل معها، وغيرها من المهارات التنظيمية التي تعد إضافة مُميزة لأي شخص أثناء العمل أو الدراسة، وقد يغيب ذكرها عن الكثيرين لكونها صفات غير فنية أو متخصصة لكنها تظل في النهاية الأساس الذي يستطيع أي شخص أن يبني خبرته عليه.
7- اذكر مهاراتك الفنية المُتعلّقة بالفرصة التي تتقدّم لها
لا داعي أن تذكُر كل مهارتك في نقاط كثيرة ومُتعددة، فالأفضل أن تعرف مبدئيًا ما هي المهارات التي تطلبها الفرصة سواءً عمل أو برنامج دراسي، ثم تُقوم بمقارنتها بمهارتك، فتذكُر ما تمتلكه من مهارات ويكون مُتعلقًا بشكل وثيق بما تبحث عنه هذه الفرصة، وكلما قمت بتخصيص هذه المهارات وكيف استطعت اكتسابها وتطوير نفسك بها كلما كان ذلك أكثر فعالية وتأثير.
فعلى سبيل المثال يُمكنك أن تذكُر:
- بعض المشروعات والتكليفات التي توليت إنجازها (ماذا كان دورك؟ ما المهارات التي اكتسبتها من هذه التجرُبة؟)
- بعض الأدوار التي توليت مسؤوليتها، وكيف كانت سببًا في اكتسابك ثقتك بنفسك، وما الذي قُمت بإنجازه؟
- أي مُسابقة أو مشروع خضته، وكيف كان التحدي؟ وكيف استطعت التغلُّب عليه؟
- أي عمل تطوعي أو عمل رسمي (ما هي ملاحظاتك التي خرجت بها من هذه التجارب؟ وما هي المسؤوليات الإضافية التي قُمت بها وحققّت نجاحًا في إنجازها؟ وما هي المهارات التي ترّسخت في شخصيتك؟)
- وأيضًا إذا مارست بعض نشاطات الموسيقى والمسرح ولعب الرياضة (ما الدور الذي قمت به، وكيف استطعت تطوير مهارة العمل الجماعي؟)
وقد يتطلب ذلك أن تتذكر جيدًا كل خبرة أو تجربة مررت بها، ثم تقوم باستغلالها حتى تُثبت مهاراتك وإمكانيتك من خلال مواقف حقيقية وواقعية أثقلت خبراتك.
8- اظهر أنّك تمتلك مهارات التفكير النقدي
بالطبع امتلاكك لمهارات التفكير النقدي والتحليلي أحد المعايير التي تُميزك عن غيرك، فإذا كنت تتقدّم للدراسة في الجامعة، فهم دائمًا ما يبحثون عن هؤلاء الطلاب الذين يتميزون باستقلالية آرائهم وقُدرتهم على التفكير والنقد وتحليل المواقف التي يتعرضون لها سواءً الشأن العام أو ما يخص مجال دراستهم، وعلى سبيل المثال، يُمكنك أن تذكرالأسباب أو العوامل التي تؤثر في تميُزك بالتفكير النقدي، فمثلًا كتاب ما أو دراسة ما أو تكليف إضافي قمت إنجازه، كل ذلك كان سببًا في تكوين خلفيتك المعرفية والثقافية التي أصبحت داعمًا لتفكيرك النقدي.
9- اذكر ما هي خطتك المُستقبلية؟
إذا كان لديك خططًا مُستقبلية وواضحة فالأفضل أن تذكرها، ولكن كن مُختلفًا في طريقة تقديمها، واعرضها بشكل يُظهر ما تتميز به الخطة من انفراد واستقلالية، فإذا فعلت ذلك يشعر من يقرأ خطابك أنّك شخص تُحدد أهدافك وتسير في طريق قمت باختياره.
وإذا لم تمتلك خطة واضحة، فيمكنك أن تذكر توقعاتك من الجامعة وما الذي تُخطط لاكتسابه والحصول عليه من هذه الدراسة.
10- كن إيجابيًا
قد يكون من الصعب البدء في خطاب شخصي تتحدث فيه عن مهاراتك وإمكانياتك، ولكن عليك البدء حالًا، ولتقوم بالتركيز على نقاط القوة والقدرات والإمكانيات التي تتميز بها و إبرازها بشكل واضح، ولتتحلى بالإيجابية حتى يُمكنك التحدُّث عن نفسك بشكل أكثر فعالية.