أمور عليك التفكير فيها عند البدء في عملك الخاص
للكاتب : جمال النشار
ريادة الأعمال بلا شك من أكبر التحديات التي يمكن للإنسان أن يواجهها. بدء عملك الخاص قد يكون مخاطرةً كبيرةً إن لم تكن على القدر الكافي من الاستعداد، سواء بالدراسة، أو بجمع المعلومات التي قد تبدو للمتخصصين سطحية، وتتناول البديهيات، ولكن تلك البديهيات قد تُمكَن شخصًا يبحث عن بداية مشروع خاص به من بلوغ القمة.
وبما أن الخوف من الفشل هو ما قد يعطل الطامحين حتى عن تكملة المشوار، واستشعار الفَشل ذاته، وبخاصة بعض الدراسات المتخصصة التي تُقر أن نِسَب الفشل في مجال ريادة الأعمال قد تصل إلى 92% في أول مرة.
كل تلك المعطيات قد تشعر الطامحين للنجاح بالتوجس، ومراجعة طموحاتهم. ولكن، على الرغم من هذا ما لا يدركه الأكاديميون أن ريادة الاعمال الخاصة هي مجال عاصِف، ويعتمد بالمقام الأول على الشجاعة قيل الاحترافية. وكَونه من المستحيل قراءة المستقبل، ولكن من السهل الاستفادة من خبرات الآخرين هو ما يجعلك تُقْدم بأعلى سقف لطموحك، وتحاول قدر المستطاع أن تستفيد من النصائح التالية التي هى بالفعل خلاصة لأهم الخبرات المُجرّبة في المراحل الأولية لبدء عمل خاص.
الخبرة هي عامل مساعد
كُبرى شركات العالم هي التي تستطيع تحديد نقاط الضعف، والفشل، وثغرات الأعمدة الرئيسية؛ لذا فإنه لمن الضروري لأي عمل ناشئ أن يحدد المساحة الحقيقة التي يعمل عليها، والمساحة الحقيقية لما يستطيع أن يعمل عليه. أي من منظور آخر: تحديد القدرة على تدارك السلبيات. ربما تأتي المعرفة من خبرة عملية سابقة في ذات المجال، أو ربما نتيجة بحث ميداني ذاتي المجهود، أو أيًّا كان مصدرها؛ فهي هامة، وضروية في مرحلة البدء، أو الإعداد.
يقول «جاري بينيت» مؤسس، ورئيس مجلس إدارة موقع Desk.com لخدمات البريد الإلكتروني للشركات:
«بدايتي السابقة كانت تزويد خدمات البريد الإلكتروني للأفراد، وكل خبراتي السابقة جاءت مني أنا، وفريق العمل كمستخدمين أنفسهم. لن يمكنك القول إن لديك أرضًا صلبةً تقوم عليها دون أن تواجه، وتحلّ مشكلة معقدة لمُستخدم ما مع وجود الخبرة المناسبة، والمعرفة المبدئية بالنِطاق مَحل المشكلة. هذا ساهم في انطلاقتنا في تقديم منتج متطور،آتٍمن ركن قوي كان ضعيفًا، ثم عملنا عليه، وقويّناه».
كان لدى «بينيت» وفريق عمله المعرفة المناسبة، والمساحة التي عملوا على تطويرها في جانب خدمة العملاء، مدركين جيدًا نوع المشكلة التي تواجه مستخدميهم، وطرق العمل عليها، وهذا أعطاهم القفزة الأولى التي بُنيت عليها كل التطورات من تقديم خدمات فردية إلى واحدة من أكبر شركات تزويد الاتصالات المؤسسية حاليًا.
ستصبح الأمور ضبابية
حتى أقوى، وأذكى، والأكثر خبرة، وموهبة من رواد الأعمال تقابلهم عقبات. تلك اللحظات تُشعر بالضغط، وتحمل الأمور أكثر مما ينبغي. أفضل طريقة للتعامل مع الأمر هو تَقبُل ضَبَابيته، وغُموض نتائجه للتأقلم معه.
جاء على لسان «جيسون فريد» مؤسس مدونة 37signals:
«هناك عدة تناقضات، وعيوب واضحة ستواجهك، ويجب أن تُحَل. ثمَّة أمور عالقة قد تُربكك، وتحيّرك، أو تُغضبك. أنت تعرف أن تلك الأشياء في النهاية ستحل نفسها، وأنك ستجد حتمًا طريقةًما للتعامل معها بحسب سريان الأمور، ووفقًا لمعطياتك، ولسوف تُنهي معاناتك بطريقة، أو بأخرى».
التحديات لن تختفي، ولكن رائد العمل الذكي، والفائز هو من يستطيع التغلب عليها، حتى إن إدراكها في البداية، سيكون مدعاةً للفخر. ستتعقد الأمور، ولسوف تزداد ضبابيتها أحيانًا. الصبر، والمثابرة، والتفاؤل هي المفاتيح الأساسية.
الرؤية تقود سير العمل
من الصعب على رائد العمل أن يرى الخطوة القادمة مباشرة له ما بين العثرات في نقص السيولة، وما بين أهداف الاستحواذ على العملاء، والمتطلبات المتزايدة، وسيبدو المستقبل كحلم بعيد. برغم ذلك، وبمرور الوقت القرارات الصغيرة سوف تضيف للناتج النهائي.
تقول «مارين كيت دونفان» صاحبة موقع Zirtual لخَدَمات الأعمال:
«على روَّاد الأعمال إبقاء أحلامهم، وأهدافهم نصب أعينهم بجوار إدراتهم للعمل نفسه، وتضيف أنها تشعر بالسخافة لأنها في بدء مشروعها قالت إنها تريد بناء شركة قيمتها 100 مليون دولار، ولكنها تقول إنها سعيدة أنها قالت ذلك، والسبب هو أن ذلك الهدف أجبرها على العمل دومًا للوصول إلى حجم معين، ولو أردت الوصول لذلك الهدف فَعلىّ أن أديرالأمور بطريقة مختلفة، وبشكل مُبكر عوضًا عن إدارة شركة تعمل بسبعة موظفين، ودَخلها السنوي هو مليون واحد فقط. لم أعد الآن أهتم بصنع هوامش أرباح عالية، لكن الآن بدلًا من ذلك أريد تقديم خدمات رائعة، ووظائف جيدة لأفراد مذهلين».
وقالت «دونفان» إن الرؤية العامة كانت غير واضحة تمامًا في عامها الأول؛ لذلك رؤيتها كانت دائمًا هامة لها، ولسير العمل إلى مراحل أخرى متقدمة.
قول أخير
مع ريادة العمل يأتي انعدام الهيكل القوي، ولكن ليس على المؤسسين اكتشاف خبراتهم بمفردهم، ولكن عليهم أن يبنوا الخبرة مع الآخرين، ويستفيدوا من خبرات الآخرين، وأن يخطوا خطوات صغيرة، وأن يباركوا عدم رؤية الأشياء بدقة كجزء من العملية وسير مشروعاتهم الناشئة. الأكثر أهمية، والذي يجب على رواد الأعمال أن يحافظوا عليه وسط كل ذلك هو إحساسهم بالمرح والمتعة.
في ريادة الأعمال لا قواعد صارمة أو توقعات مؤكدة؛ فالمستقبل يمكنه دائمًا أن يغير مساره في أي وقت، والضغط يمكنه أن يدركك فجأة، ولكنك لن تتركه يأتي على أفضل ما لديك.