أنت .vs شركتك: ما هو الفرق بين التسويق والإعلان والترويج للعلامة التجارية؟
“يمكنك أن تتعلّم التسويق في يوم، لكنك ستقضي حياتك كلها كي تتقنه.” فيليب كوتلر.
أثناء عملي اليومي مع رواد الأعمال المبتدئين من أصحاب المشاريع والشركات الناشئة، وطلاب أقسام إدارة الأعمال، غالبًا ما أسمع أنّ استراتيجيات التسويق Marketing strategies تفسر على أنّها “التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي” أو “امتلاك علامة تجارية عبر الإنترنت” أو “الإعلان كثيرًا”. تجعلني هذه التفسيرات السطحية أمتعضُ بشدة؛ لأنّها تبالغ في تبسيط المفاهيم الأعمق، والأكثر تعقيدًا، والتي تقف وراء استراتيجية تسويقية فعّالة وناجحة.
بشكلٍ عام، تقدم هذه المصطلحات غرضًا مشابهًا، ولكن وظيفية كل منهم متباينة جدًا، ومن أجل شرح ومساعدة الآخرين على فهم وتحديد الاختلافات بين مصطلحات التسويق والإعلان والعلامات التجارية، أطلبُ منهم أولًا تخيل وتطبيق كل من هذه المصطلحات على أنفسهم شخصيًا، ثم تخيلها وتطبيقها على عالم الأعمال التجارية، عبر تشبيه ومُقاربة بسيطة للمساعدة في شرح وفهم الاختلافات بين هذه المفاهيم.
أنت .vs شركتك الناشئة: مثال توضيحي لشرح مصطلحات تسويقية
وذلك، بمثال شخصي، قُم ببساطة بتطبيقه عليك؛ لتفهم المعني ثم تطبيقه على شركتك الناشئة وعملك التجاري:
التسويق هو كيف ترى نفسك.
التسويق Marketing في معناه الشخصي، هو الصورة التي تحاول تقديم نفسك بها للآخرين، وتبدأ بما ترتديه من ملابس، والألوان والأشكال والأنماط التي تختارها، وكيف تبدو في إطلالتك اليومية، سواءً بشكل رسمي أو غير رسمي.
لدينا جميعًا استراتيجية للقيام بهذا. نعم، الجميع بما في ذلك ابن عمك الحقير غير المهذب، الذي نادرًا ما يستحم، ويرتدي نفس قميص حرب النجوم، الذي كان يرتديه منذ أيام الكلية في تسعينات القرن الماضي. حتى عدم وجود استراتيجية لمظهرك الشخصي هو بحد ذاته استراتيجية.
يمكنك اختيار مظهرك لتصوير نفسك كمحترف في مجال الأعمال التجارية، كأكاديمي مُنمق، أو مهووس بالتقنية، أو متذمر ومعارض يفضل التعبير الصريح والعفوي، أو كشخص خالي المضمون إلخ، وبذلك فإنّك تعبر وتعطي انطباعًا للآخرين من خلال مظهرك عن شخصيتك، وسماتك المحبوبة، والقيمة التي تقدمها لهم.
صحيح أنّه ليس من الممتع أن نعترف بأنّ المظاهر لا تقل أهميةً عن الجوهر، بل تطغي عليه في بعض الأحيان، ولكن دعونا نكون صادقين، ونقول أنّ الانطباعات الأولى تتكون من خلال المظهر، ومن الممكن أن تتطور الانطباعات ويتم تشكيلها لاحقًا، ولكن كما نعلم جميعًا، فإنّها تتطلب الوقت والجهد للتغيير، فالانطباعات الأولى تدوم. لذلك، نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك من خلال المظهر الخارجي.
“هدف التسويق هو جعل الزبائن يعرفوك ويحبوك ويثقون بك.” تيم ويليامز.
وبالنسبة إلى النشاط التجاري والشركات الناشئة، تضع استراتيجية التسويق في الاعتبار الطريقة التي تريد أن يدرك من خلالها الآخرون شركتك. ينبغي أن تنقل رؤية وقيم العمل، والتعبير عنها بطريقة يمكن للجمهور التعرف عليها وتمييزها، وربطها مع شركتك.
ففي شركتك الناشئة سيحدد كيفية “ارتدائك لملابسك” مدى فعالية قبول رسالتك، وصورتك لدى المستهلكين.
الإعلان هو كيف تتصرف بشكل علني.
إذا كان التسويق هو طريقة رؤيتك لنفسك، فإنّ الإعلان Advertising يصف تصرفاتك وأفعالك.
كيف تنشر نفسك، وأين تتسكع، وما تقوله، كل هذا لا يقل أهميةً أبدًا عن كيف يبدو مظهرك. يجب أن يتم النظر في كل ذلك في استراتيجيتك التسويقية لضمان تحقيق التوافق بين صورتك وأفعالك.
على سبيل المثال، تخيل أنّك ترتدي قميص New England Patriots jersey، ولديك على يدك وشم “I Heart Tom Brady”، ولكن خلال المباراة تشجّع فريق كرة القدم الأمريكية Philadelphia Eagles، وتحتفل بانتصاره. سوف يربك هذا المشهد الآخرين، وربما يثير حفيظة جميع أصدقائِك ضدك، ومن المحتمل أن يتم تجنبك وعدم دعوتك لمشاهدة المباريات في الأيام القادمة معهم.
“كلما كان المنتج أفضل، كلما قلّت أموالك المدفوعة في الإعلان.” فيليب كوتلر.
وبالمثل، استراتيجية إعلانات نشاطك التجاري هي نفسها. إذا قمت بتنفيذها في الأماكن الخاطئة، مع رسالة خاطئة وباللهجة خاطئة، في الأوقات الخاطئة، أو إلى الجمهور الخطأ، فإنّ ذلك سيؤدي في النهاية إلى إرباك المستهلكين، وقد يؤدي إلى إبعادهم عن أعمالك التجارية وشركتك الناشئة.
العلامة التجارية هي كيف يراك الآخرون.
في حين أنّ التسويق Marketing هو الطريقة التي تريد من الآخرين رؤيتك بها، فإنّ العلامة التجارية Branding هي الطريقة التي يتم بها ذلك بالفعل.
يجب أن تقوم استراتيجية التسويق الخاصة بك بتقييم العلامة التجارية الشخصية Personal Brand الخاصة بك، والنظر فيها.
إذا كانت لديك علامة تجارية شخصية قوية، يمكنك قضاء المزيد من الوقت في البناء عليها والكسب من خلالها، وإذا كنت تعاني من مشاكل في السمعة، عليك التركيز أكثر وأكثر على إعادة بناء المفاهيم أو تغييرها، قم بالتفكير في الخطوة التالية.
على سبيل المثال، إذا كانت شبكة علاقاتك المهنية تؤمن بأنّك شخص غشاش أو غير مهني، فستحتاج إلى أكثر من مجرد ارتداء الملابس الرسمية للظهور بطريقة احترافية، وأكثر من إتقان ملفك الشخصي على LinkedIn، وسيكون عليك المزيد من العمل الشاق على أرض الواقع، لتغيير هذا التصور السيّئ عنك.
“جوجل يحب العلامات التجارية الشهيرة، اصنع لنفسك واحدةً.” ديف نايلور.
وبالمثل، من وجهة نظر الأعمال، فإنّ فهم كيف ينظر المستهلكون إلى عملك أمر حيوي لكيفية اتخاذ قرار تنفيذ استراتيجية التسويق والإعلان المناسبة لشركتك الناشئة.
الآن، أفهمُ تمامًا أنّني أفرط في مبدأ تبسيط مفاهيم التسويق المعقدة، وهو بالضبط ما قمت بانتقاده في البداية، لكنني أجد أنّ تطبيق هذه المفاهيم على أنفسنا يخلق طريقةً فعّالةً وبسيطةً لشرح كيفية تطبيق كل مفهوم على عملك التجاري، وشركتك الناشئة.
وفي النهاية، ما الطرق أو القياسات والأساليب الأخرى التي تلجأ لاستخدمها لتبسيط وتوضيح الاختلافات بين مفاهيم التسويق؟ يرجى مشاركة رؤيتك القيمة معنا أدناه في التعليقات؛ حتى تعم الفائدة الجميع.
المصدر: Arageek.com